بعد خمسة عشر عاما، تعود الممثّلة أمل عرفة إلى كاراكتير "دنيا".

الكوميديا السّوريّة التي لقيَ جزأها الأوّل عام 1999 من تأليفها بالاشتراك مع عمّار مصارع وعبد الغني بلّاط مخرج العمل، رواجا كبيراً. اليوم وبعد سبع حلقات على العرض، أثبت العمل أنّه لم يفقد بريقه محليّا وعربيّا، فتجاوز عدد مشاهدات الحلقة الأولى على موقع يوتيوب الـ400 ألف مشاهدة.


تجري أحداث مسلسل "دنيا 2015" تأليف، سيناريو وحوار عرفة بالتّعاون مع السّيناريست سعيد الحنّاوي ومخرج العمل زهير قنوع، في العاصمة دمشق، بحلقات متّصلة-منفصلة. تحمل ضيوفا مختلفين ومغامرات جديدة. أهم ما يميّزها المحافظة على معظم شخصيّات الجزء الأوّل الرّئيسة، وكأنّك تشاهد الحلقة 31 منه، نرى إلى جانب أمل عرفة، شكران مرتجى في دور "طرفة العبد"، صديقة دنيا ورفيقة كفاحها في خدمة البيوت، إلى جانب أحمد خليفة "أبو قاسم"، صاحب المصبغة، الّذي تعتبره دنيا بمقام والدها، وحسام الشّاه "حسن"، الّذي كان يعمل في دكّان، بالإضافة إلى وفاء موصلّلي "سحر"، التي تجمعها بدنيا علاقة طيّبة. وينضمّ إليهم مجموعة من النّجوم "كضيوف حلقات".


يقترح العمل إسقاطات عديدة لواقع الأزمة السّوريّة وآثارها الاقتصاديّة على المواطن السّوري بقالب كوميدي بعيد عن الابتذال والمبالغة في معظم المشاهد. فتتجسّد المعاناة اليوميّة من انقطاع الكهرباء والماء، وطوابير الانتظار للحصول على جرّة غاز أو ربطة خبز، بمواقف طريفة وخفيفة وقريبة لكل بيت سوري. فضلا عن طرح العديد من القضايا الاجتماعيّة الّتي سيطرت على المجتمع السّوري جرّاء الأزمة، كالسّفر والهجرة، وتوزيع المعونات، وتجّار الأزمة، ومعاناة المهجّرين.

أكثر ما جعل عرفة قريبة من المشاهد، محافظتها على "الكاركتير" ذاته منذ خمسة عشر عاما، وكأنّ السّنين لم تمر، والوقت لم يغيّر شيئا في هذه الشّابّة: الشّعر، الابتسامة، الملامح، الملابس، وحتّى أدق تفاصيل هذه الشّخصيّة المركّبة. وانسحب ذلك أيضا على شريكتها مرتجى لنرى المرأة ذاتها "المانطو الأسود" و"الحجاب الأخضر"، والحرص الشّديد على ادّخار المال. وبالإضافة إلى عوامل النّجاح المذكورة، سبب جوهري أدّى لهذه المتابعة الكثيفة، هو توق المشاهد السّوري اليوم إلى "الضّحك"، الّذي أصبح حاجة ماسّة، ربمّا فاقت حاجته إلى الطّعام والشّراب، فالأخيرة، رغم صعوبة الحصول عليها لغلاء الأسعار، لكنّها تبدو تحصيل حاصل أمام الضّحك، الأمر الّذي كاد ينسى من يوميّات المواطن.


جهد كبير بذلته النّجمة أمل عرفة وفريق العمل لإعادة الضّحكة من جديد إلى بيوت السّوريّين. تجلّى بأبهى صورة على الشّاشات السّورية والعربيّة (سما، الدّنيا، سوريا دراما، أبوظبي وأبوظبي دراما، والجديد). ولاقى ردود أفعال إيجابيّة على مواقع التّواصل الاجتماعي، وفي أحاديث النّاس اليوميّة.


وكانت أمل قد قالت لابنتيها سلمى ومريم بعد الانتهاء من تصوير العمل: "حقكن عليي طولت الغيبة يا ماما بس صدقوني اللي عملتو حرزان". ونحن نقول لكِ "حرزان ونص".